هل حقاً تم تغيير الكتاب المقدس عبر الزمن؟!

هل حقاً تم تغيير الكتاب المقدس؟ هذا سؤال هام يجب على أي شخص يثق في الكتاب المقدس التحقيق فيه.
في هذه الجلسة:
يوجد 3 حجج شائعة تقول أن الكتاب المقدس قد تغير
10 أسئلة يجب طرحها عندما يدعي شخص ما أن "الكتاب المقدس قد تغير"
إذن، ما مقدار تقدير الله لكلمته؟
طريقة الشيطان لتغيير كلمة الله
وعود الله بالحفاظ على كلمته
تعاليم يسوع عن استجابات الناس لكلمة الله
إذن كيف يجب أن أدرس كلمة الله؟
يوجد 3 حجج شائعة تقول أن الكتاب المقدس قد تغير
عند إجراء بحث على الإنترنت، ستجد الكثير من "الأدلة" على أن الكتاب المقدس قد تغير. تنقسم هذه الإدعاءات عادةً إلى ثلاث فئات:
1. بعض القصص مسجلة في بعض المخطوطات لكنها مفقودة من بعض المخطوطات الأخرى!
2. هناك الآلاف من الترجمات المختلفة للكتاب المقدس، ويتم تحديثها باستمرار!
3. بعض القصص تناقض بعضها البعض!
1. بعض القصص مسجلة في بعض المخطوطات لكنها مفقودة من بعض المخطوطات الأخرى!
أشهر الأمثلة على ذلك التناقض: مرقس 16 ويوحنا 8.
يحتوي الكتاب المقدس على آلاف المخطوطات أكثر من أي نص تاريخي آخر. بفضل الكم الهائل من المخطوطات التي احتفظنا بها حتى اليوم، يمكن للعلماء التحقق من هذا التناقض ومعرفة أين نشأ التناقض. وهذا ما يسمى "النقد النصي".
هذه التناقضات في الواقع شيء جيد! وهذا هو السبب:
هي تؤكد مدى انتشار المخطوطات واستقلالية كل منها وتوارثها عبر الأجيال في مناطق مختلفة من العالم.
نظرًا لأن اختلافاتها كلها طفيفة جداً، فذلك يبين لنا أن كل سلسلة من هذه السلاسل المستقلة لنسخ المخطوطات كانت دقيقة للغاية.
كما يبين لنا أيضاً كيف أن أي مؤامرة بشرية لتغيير الكتاب المقدس ستكون مستحيلة عملياً، لأن ذلك سيتطلب من جميع أجيال اليهود والمسيحيين في جميع أنحاء العالم التآمر معاً، وإعادة إنتاج جميع المخطوطات وتدمير جميع الأدلة الموجودة سراً في وقت واحد. نحن نعلم أن هذا لم يحدث أبداً، بسبب الآلاف من المخطوطات الموجودة في مناطق مختلفة من العالم والمحفوظة حتى اليوم خلال فترات مختلفة من التاريخ.
بالفعل بعض القصص مفقودة في بعض المخطوطات (نهاية مرقس 16)، ولكن مع هذه القصص المفقودة أو بدونها، يظل فهمنا لله وخطته للخلاص من خلال يسوع المسيح والرسائل الأساسية لصفات الله ووعوده كما هي تماماً. هذه القصص لا تتعارض مع بقية الكتاب المقدس، وهي أيضاً لن تزيد من فهمنا لمن هو يسوع أو تغير شيء من ذلك.
2. هناك الآلاف من الترجمات المختلفة للكتاب المقدس، ويتم تحديثها باستمرار!
أشهر الأمثلة لدى النقاد: أنه يمكن ترجمة كلمة "عذراء" إلى "فتاة صغيرة"
عندما نتفق على أن الله كامل وكلمته كاملة، فإننا نعلم أيضاً أنه لا توجد لغة بشرية يمكن أن تكون كاملة، لذلك عندما نحاول معرفة الله اللامتناهية من خلال لغة بشرية محدودة، تلعب هنا محدوديتنا البشرية دوراً.
لا يوجد لغتان متطابقتان، لذلك لا يمكن لأي ترجمة بشرية أن تكون مثالية. هذا هو سبب استمرار العلماء في إعادة تقييم الترجمات. تختلف اللغة العبرية القديمة واليونانية القديمة اختلافاً جذرياً عن لغاتنا الحديثة لدرجة أن جميع الترجمات الحديثة نجدها مليئة بالقيود.
كُتب الكتاب المقدس باللغتين العبرية واليونانية القديمة (وأجزاء صغيرة منه كتبت باللغة الآرامية)، لكن العديد من الكلمات العبرية أو اليونانية القديمة لها أيضاً معانٍ متعددة، والتي بدورها يمكن التعبير عنها باللغات الحديثة بعدة طرق ممكنة.
يمكن أيضاً إجراء الترجمات إما حرفياً أو سياقياً. بالنسبة للنصوص المكتوبة منذ قرون، فإن هذا التمييز في النهج سيؤدي بالتأكيد إلى كل أنواع النتائج!
لذلك من الصحي للغاية التشكيك في الترجمات الحديثة لأي نص قديم. التشكيك في دقة ترجمات الكتاب المقدس ليس هو التشكيك في الكتاب المقدس نفسه، لذا فمرحباً بالنقاد في السعي لإتقان اللغة العبرية واليونانية القديمة من أجل العودة إلى النصوص الأصلية إذا كانوا غير راضين عن الترجمات الحديثة.
3. بعض القصص تناقض بعضها البعض!
أشهر الأمثلة لدى النقاد: روايتان عن الخلق، وأسفار صموئيل وكتب أخبار الأيام، وأربع روايات مختلفة عن قيامة يسوع في الأناجيل الأربعة
يمكن تفسير كل "التناقضات" بسهولة من خلال السياق عندما تدرس الكتاب المقس بأكمله.
معظم الروايات في الكتاب المقدس ليست إملاءًا مباشراً لخطاب معين من الله. يوحنا الاصحاح الأول يعلمنا أن كلمة الله حية وأبدية. كانت الكلمة عند الله حتى قبل الخلق. لذا فإن الكتاب المادي الذي بين أيدينا والذي يُدعى "الكتاب المقدس" ليس هو نفسه الكلمة، ولكنه شهادة بشرية عن الكلمة.
لذا فإن الروايات الواردة في الكتاب المقدس هي من خلال شهود بشريون على حديث الله وتوجيهه وعمله في حياتهم، وهي مكتوبة بوحي من الروح القدس.
على سبيل المثال في سفر الرؤيا، أظهر الله ليوحنا سلسلة من الرؤى حول نهاية العالم ويوم الدينونة، وكتب يوحنا ما رآه. نحن نعرف فقط عن هذه الرؤى من خلال عيون يوحنا ويديه، والتي استخدمهما الله للكشف عن رسالته.
نفس الشيء مع الروايات التاريخية في الكتاب المقدس. جميع النصوص التاريخية لها زاوية وهدف أو رسالة اختار المؤلف إبرازها، لذلك عندما يتم رصد تناقض، من المهم فحص السياق الذي كتب فيه النص، والزاوية التي اختار المؤلف من خلالها عرض حديثه، والرسالة الشاملة التي قصد المؤلف نقلها.
لا يمكنك إيجاد أي روايتين متطابقتين عن أي حدث تاريخي، إلا إذا تآمر كل منهما مع الآخر لإنتاج روايات متطابقة. تساعد التناقضات في الحقيقة على إثبات أن كل رواية تم تقديمها بشكل مستقل عن الآخر.
إذا طلبت من كل صديق من أصدقائك تقديم تقرير مستقل عن لقائه معك، فسيقوم كل واحد منهم بإعطاء قصة فريدة بسبب وجهات نظره المختلفة وخبراته الشخصية وتوقيته. ولكن عند تجميع كل التقارير معاً، ستعطي قصصهم صورة أكثر اكتمالاً عنك حقاً. هذا هو الحال مع عشرات من كاتبي الكتاب المقدس في لقائهم مع الله عبر قرون مختلفة.
10 أسئلة يجب طرحها عندما يدعي شخص ما أن "الكتاب المقدس قد تغير"
إذا كنت تهتم بالحفاظ على كلمة الله، فما مدى اهتمام الله نفسه في الاحتفاظ بكلمته في رأيك؟
إذا اتهم شخص ما الله بعدم الحفاظ على كلمته، فماذا يقول هذا الشخص عن قوة الله والثقة به؟
إذا لم يستطع الله حقًا حماية كلمته، فهل تثق في أن الله يستطيع أن يحميك؟
أي من الــ 66 سفراً في الكتاب المقدس تم تغييره وما هو التغير الذي تم به؟ كيف تعرف أنه تم تغييره؟
إذا كان الدليل ينبع ببساطة من مقارنة بين آلاف المخطوطات المتاحة، فهل تشمل التغييرات الرسائل الأساسية لخلاص الله ومن هو يسوع؟
إذا كنا نعلم أن الاختلافات بين آلاف المخطوطات كلها اختلافات تافهة، فماذا يخبرنا ذلك عن المخطوطات؟
إذا أخبرك أحدهم أن الله أن قرر أن يقدم نسخة جديدة من كلمته تختلف تماماً عن آلاف مخطوطات الكتاب المقدس المحفوظة، ويقول أن السبب هو أن الإنسان قد غيرها، فهل يجب هنا أن تثق في الله أم تثق في هذا الشخص أكثر؟ من الذي يغير كلمة الله في هذه الحالة؟
إذا كانت طريقة الشيطان لتجربة كل من آدم ويسوع في أهم الأوقات تتضمن تحريف كلمة الله، فماذا تقول عن أهمية حفظ الله لكلمته؟
على مر العصور القديمة، كان لدى الأشخاص الذين آمنوا بالكتب المقدسة وروايات إنجيل يسوع العديد من الأعداء العلنيين الذين عارضوهم لأسباب سياسية ودينية واجتماعية. لماذا لم يقل أي من هؤلاء أعداء الكتاب المقدس المعاصرين في ذلك الوقت أن الكتاب المقدس قد تغير؟ ألن تكون هذه هي الحجة الأكثر وضوحاً التي كان يمكنهم استخدامها؟
عندما يكون لدينا شكوك، هل نؤمن أن الله على استعداد أن يكشف لنا الحقيقة بوضوح عندما نصلي من أجل أن يرشدنا؟
إذن، ما مقدار تقدير الله لكلمته؟
لقد وضح الله أنه يهتم بكلمته لأقصى درجة، حتى إنه يرفع أهميتها فوق أهمية اسمه، ويدين الأشخاص الذين يعبثون بها.
"لا تزيدوا على الكلام الذي انا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا أوصيكم بها." (تثنية 4 : 2)
"إن لم تحرص لتعمل بجميع كلمات هذا الناموس المكتوبة في هذا السفر لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب الهك، يجعل الرب ضرباتك وضربات نسلك عجيبة ضربات عظيمة راسخة وأمراضا ردية ثابتة." (تثنية 28 : 58-59)
كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فتكذب." (أمثال 30 : 5-6)
"لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب: إن كان أحد يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب." (رؤيا 22 : 18-19)
وعد الله بأنه لن يتسامح مع أي محاولة لتغيير كلمته، بل والأسوأ من ذلك، أنه وعد بشطب أسماء أولئك الذين سيحذفون من كلامه واستبعادهم من سفر الحياة!
طريقة الشيطان لتغيير كلمة الله
منذ زمن آدم، والشيطان دائماً ما يخدع الناس. كان هجومه الأول كما هو مكتوب في كلمة الله.
"وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله، فقالت للمرأة: «أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟» (تكوين 3 : 1)
لم يكن هجوم الشيطان من خلال إيذاءنا أو تهديدنا، بل جعلنا نشك في أن كلمة الله قد تغيرت. يمكن رؤية مثال آخر لخطط الشيطان من خلال تجربته ليسوع.
كان يحاول الشيطان في كل مرة أن يجرب يسوع عن طريق تحريف كلمة الله قليلاً، لكن يسوع أجابه بالرجوع إلى كلمة الله الأصلية:
«مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله». (متى 4 : 4)
اقتبس الشيطان في التجربة التالية لها من الكتاب المقدس ليجرب الرب يسوع، وقام بتغيير كلماته بجرأة بحذف عبارة رئيسية، "لتحفظك في كل طرقك،"
أساليب الشيطان هي نفسها اليوم، ونحن نقاومها من خلال معرفة الكتاب المقدس، والسماح للروح القدس بأن يرشدنا ويعلمنا، والصلاة إلى الله ليعلن لنا حقه بوضوح عندما يكون لدينا أي شكوك. كما نرى في قصة النبي إيليا، فإن الله هو أكثر من يرغب في الكشف عن نفسه وكشف المعتقدات الخاطئة عندما نصلي.
وعود الله بالحفاظ على كلمته
إذا كنت تهتم بالحفاظ على كلمة الله، فتخيل مدى اهتمام الله بذلك. الكتاب المقدس لديه الكثير ليقوله عن مدى وطريقة حفظ الله لكلمته.
"مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية الى الابد." (1 بطرس 1 : 23)
"السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول." (متى 24 : 35)
"إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السموات." (مزمور 119 : 89)
لقد تم الحفاظ على كلمة الله لكل العصور ولكل جيل. نحن نعلم أن كلمة الله لا يمكن إخفاؤها أو ضياعها. في الحقيقة إن الإله الذي يسمح بفساد كلمته لا يستحق عبادتنا. لا يمكنك أن توكل حياتك إلى الله إذا كان لا يستطيع أن يحفظ كلمته. لقد وضح الله إلى أي درجة سيحافظ على نقاوة الكتاب المقدس. ليس علينا بعد ذلك أن نتساءل.
يمكنك هنا قراءة تعاليم الرب يسوع حول استجابات الناس لكلمة الله (لوقا 8 : 1-18)
1. ماذا تلاحظ في مثل يسوع؟
كيف يستجيب مختلف الناس لكلمة الله بعد سماعها؟
2. هل لاحظت هذه الأنواع الأربعة من "التربة" بين الناس من حولك؟
3. أي نوع من "التربة" يصفك بأفضل شكل؟
4. ماذا تتعلم عن الله وملكوته من هذا المثل؟

إذن كيف يجب أن أدرس كلمة الله؟
1. اطلب من الله أن يفتح عينيك لترى كلمته، وأذنيك لتسمع صوته، وقلبك لتقبل تعاليمه
- "اكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك." (مزمور 119 : 18)
- "حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب." (لوقا 24 : 45)
2. لا تقرأ وتتلو فقط، بل افهم المكتوب أيضاً. اسأل الكثير من الأسئلة
- "العلك تفهم ما انت تقرأ؟" (أعمال الرسل 8 : 30) يُظهر الاصحاح الثامن من أعمال الرسل أن فهم الكتاب المقدس أمر بالغ الأهمية لفهم خلاص الله.
3. تأمل ليلاً ونهاراً
- "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك.بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه." (يشوع 1: 8)
4. دعها تواجه الأسس الجوهرية في عقلك
- "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته." (عبرانيين 4 : 12)
5. دعها تغير كل جزء من حياتك
- "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتاديب الذي في البر." (2 تيموثاوس 3 : 16)
6. دعها تغير قلبك لتختبر الفرح الحقيقي!
- "ناموس الرب كامل يرد النفس.شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين." (مزمور 19 : 7- 8).
7. لا تسمعها فقط، بل افعلها
- "ولكن كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم." (يعقوب 1 : 22)
8. دعها تغير هويتك
- "وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لأني دعيت باسمك يا رب إله الجنود." (إرميا 15 : 16)
9. دع حياتك تعتمد عليها
- "مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله." (متى 4 : 4)
10. دعها تشفيك
- "أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم." (مزمور ١٠٧ : ٢٠)
11. دعها تحررك
- "إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم." (يوحنا 8 : 31-32)